التكنولوجيا والطب الحديث
حجم خط المقالة
التكنولوجيا والطب الحديث
يفكر الكثير أن خلق ثورة الذكاء الاصطناعي هي أحدث ما وصل إليه التطور التكنولوجي وأنه هو أكبر أثرا ونتاجا لعالم التكنولوجيا غير أن الحقيقة مختفية بين سعادة الناس الحديثة والتي ستبهت قريبا بتواجد الذكاء الاصطناعي والشاة جي بي تي ومدى براعته بإجابته على أسئلة المستخدمين بطريقة إبداعية وقدرته على محاكاة البشر وأساليبهم بطريقة تكاد تكون طبيعية للغاية وما إلى ذلك.
الحقيقة أن آثار التكنولوجيا تطورت وظهرت ولمس الكثير فينا بالفعل غير أن إدراكنا منصب في اتجاه آخر لكن الحقيقة هو ما وصل إليه الطب الحديث وما صنعه وما هو بين أيدينا ونغفل عنه دعني أخبرك فعلا بما هو ثورة التكنولوجيا الحديثة...
تطبيقات التكنولوجيا في الطب الحديث:
أولا: تنبؤ الذكاء الاصطناعي بهياكل الغالبية العظمى...
في عام 2021 تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ألفافولد "(Alphafold)، بفضل قدراته الاستثنائية، يستطيع التنبؤ بتراكيب 58 % من الأحماض الأمينية التي تشكل البروتينات البشرية. وفي نهاية المطاف، حقق البرنامج إنجازا ملحوظا حين استطاع التنبؤ بتراكيب 350 ألف بروتين، مكونة جزءا هاما من الكائنات الحية، سواء كانت تلك الكائنات بشرية أو غيرها من الكائنات الحية ونجح الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ بهياكل الغالبية العظمى من بروتينات جسم الإنسان وكان هذا حدثا ثوريا والتي لم يستطع الإنسان فهمها إلا أن تلك التقنيات ترجمت تلك الإشكالية وفهمت أشكال البروتينات والتي كانت أمرا بالغ الصعوبة وبالطبع التكلفة كانت باهظة لحد لا يمكن تكلفها بسهولة على الرغم من أهميتها إلا أن الذكاء الاصطناعي هو من حل تلك الخيوط المعقدة وفيما بعد نتج عنها اكتشاف عقاقير علاجية جديدة ساعدت في حل علاج الكثير والكثير من الأمراض والتي عجزنا حتى يومنا هذا من إيجاد الدواء المناسب لها.
حدث كل شيء بعد أن قامت شركة" ديب ماينز "بتطوير برامج الذكاء الاصطناعي مثل" ألفافولد "حيث يقوم البرنامج على" التعلم الآلي "، إذ يجري استخدام خوارزميات ونماذج رياضية وبيانات تجعل تلك البرامج قادرة على التعلم بشكل يشبه البشر، وبالتبعية تطوير معارفها ذاتيا.
ثانيا تقنية الحمض النووي الريبي لمرسال (mRNA):
تعد تقنية الحمض النووي الريبي لمرسال (mRNA) جزءا أساسيا في الهيكل الجيني، حيث يقوم هذا الجزء المحمل بالمعلومات بتوصيل تعليمات محددة من الحمض النووي. ولقد أصبحت هذه التقنية محط اهتمام متزايد من قبل الباحثين، خاصة مع تطبيقاتها الواسعة في تصنيع لقاحات فعالة ضد فيروس كورونا.
عندما نتحدث عن لقاحات mRNA، نجد أنها تعتمد على توصيل رسالة جينية للخلايا، وذلك لتحفيز إنتاج بروتينات معينة متعلقة بالفيروس. بمجرد تكوين هذه البروتينات، يقوم الجهاز المناعي لدينا بإطلاق استجابة دفاعية فورية.
تظهر لقاحات mRNA كبديل فعال للأساليب التقليدية للتطعيم، حيث تتميز بفعاليتها المرتفعة وقدرتها على التكيف السريع مع التحديات الفيروسية، وليس ذلك فقط، بل إنها قادرة على تقليل تكاليف الإنتاج بشكل كبير.
ويتجاوز الاستفادة من mRNAs عند الحديث عن لقاحات فقط، حيث يعتقد أن لديها إمكانات واعدة في مجال تطوير مختلف أنواع العلاجات، حيث يمكن أن يرمز mRNA لأي بروتين تقريبا، مما يفتح آفاقا واسعة للاستفادة من هذه التقنية في ميدان العلاجات الطبية بشكل شامل.
ثالثا: الواقع الافتراضي (VR)
في الواقع أنه الواقع الافتراضي رغم رقعه اتساعه إلا أن لمسته للطب الحديث وسعت دائرة العلاج المختلفة سواء كان الأمراض والحالات النفسية، مثل: التوتر والقلق إلى الخرف والتوحد. ولكن أيضا تم استخدامه في عمليات إدارة الألم بشكل فعال عن طريق تغيير أفكار المرضى وتصوراتهم حول الألم.
الأهم أن الواقع الافتراضي المعزز ساعد في تدريب المهنيين الأطباء بشكل كبير الواقع الافتراضي يظهر كأداة فعالة في عمليات التشخيص الطبي، حيث يتسنى للأطباء والمرضى الاستفادة من تجربة دخول بانورامية تقريبية لجسم المريض. يتيح ذلك للمريض الحصول على فهم أعمق وأوسع لحالته الصحية، مما يساعد في تحسين عمليات التشخيص وتوجيه العلاج بشكل أكثر دقة ومن المقرر أيضا استخدامه كتجربة علاجية في الجراحات العامة للمرضى.
من المتوقع أن يحمل الواقع الافتراضي إمكانات هائلة في المستقبل، خاصة في مجالات الرعاية الصحية الوقائية وإعادة التأهيل. يمكن توظيف هذه التقنية في دعم المعيشة اليومية وتقديم رعاية مساعدة للأفراد. كما يمكن استخدامه في عمليات علاج السرطان والجراحة بشكل متقدم، مما يفتح أفقا جديدا للابتكار وتحسين جودة الخدمات الصحية بشكل عام.
رابعا: الأجهزة القابلة للارتداء
شهدت صناعة الأجهزة القابلة للارتداء، مثل "ساعات آبل" و "فيت بيت"، تطورا هائلا، حيث أحدثت نقلة نوعية في قدرتها على متابعة حالة الصحة للأفراد عن بعد. استفادت هذه الأجهزة من توسع استخدامها بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين، مع توسيع السوق لتشمل مجموعة واسعة من الأجهزة التي تراقب العديد من العلامات الحيوية مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ودرجات الحرارة، وجودة النوم، وحتى الاضطرابات العصبية وأمراض صحية أخرى.
يرى الدكتور أراجون أن هذا الاتجاه سيستمر في النمو، حيث يتطلع الأفراد إلى قدرة متزايدة على مراقبة صحتهم دون الحاجة إلى زيارات مكلفة للطبيب أو الإقامة في المستشفيات. ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع تقدما نوعيا كبيرا خلال العام الحالي، وهو توقع يشاركه العديد من الخبراء في هذا المجال.
تشير تقارير شركة "ديلوين غلوبال" إلى أنه من المتوقع شحن 320 مليون جهاز صحي قابل للارتداء للمستهلكين حول العالم في عام 2022، ويرتفع هذا الرقم إلى 440 مليون وحدة بحلول عام 2024. يعزو المزيد من مقدمي الرعاية الصحية استخدام هذه الأجهزة للمرضى، مما يبرز توقعات نمو كبيرة في هذا القطاع المبتكر.
خامسا: التكنولوجيا العصبية:
تعد التكنولوجيا العصبية من الابتكارات الرائدة التي تمتلك إمكانات هائلة لتحسين جوانب عديدة في حياتنا، وقد تم تطبيقها بشكل فعال في ميادين متعددة، خاصة في الصناعات الطبية ومجالات العافية.
تشمل التكنولوجيا العصبية جميع الابتكارات التي تم تطويرها لفهم الدماغ، وفيما يتعلق بتصوير عملياته وحتى التحكم في وظائفه، أو إصلاحها، أو تحسينها.
في سياق الرعاية الصحية، يستخدم حاليا التكنولوجيا العصبية بشكل رئيسي في مجال تصوير الدماغ. يتم ذلك من خلال تسجيل المجالات المغناطيسية الناتجة عن النشاط الكهربائي داخل الدماغ، مما يسمح بفهم أفضل للعمليات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح تحفيز الجهاز العصبي في بعض الحالات التأثير في نشاط الدماغ، مما يفتح أفقا جديدا لعلاج وتحسين وظائف الدماغ.
سادساً: الطباعة ثلاثية الأبعاد:
أصبحت طابعات الطباعة ثلاثية الأبعاد سريعا واحدة من أبرز التقنيات المشهورة في السوق. في مجال الرعاية الصحية، يمكن استخدام هذه الطابعات لإنتاج غارسات وحتى مفاصل يمكن استخدامها خلال العمليات الجراحية وتتميز بشعبيتها المتزايدة بسبب تخصيصها الكامل ووظائفها الرقمية التي تمكنها من التكيف مع قياسات كل فرد بدقة حتى المليمتر بالإضافة لكونها مريحة وسهلة التنقل
تستخدم أيضا بشكل متزايد في التخطيط الجراحي؛ حيث يتيح استخدام نسخة طبق الأصل واقعية لتشريح المريض الفعلي للجراحين التخطيط لعملية ناجحة. هذا لا يعزز فقط فرص النجاح بل يقلل أيضا من الوقت في غرفة العمليات إضافة إلى ذلك، تعتبر تقنية طبية ناشئة، حيث تم تطوير إمكانات جديدة تشمل تجديد خلايا الجلد وتكوين أوعية دموية ومبايض اصطناعية وحتى بنكرياس. هذه الأعضاء الاصطناعية تنمو داخل جسم المريض لتحل محل الأعضاء الأصلية التي قد تكون معيبة.
ختاما:
هناك العديد من الاستخدامات للتكنولوجيا داخل المجتمع الطبي وليس هذا فقط بل بالإضافة إلى أن الأمر يقتصر فقط على الاستخدامات بل أيضا مقدار ما حدث تداخل بين كليهما فالأمر هنا زاد في العلاقة بين الشركات وأخصائي الرعاية الصحية بعد قيام الشركات تبني برامج وحلول رقمية للمستشفيات عن طريق تريد الأطباء أو محاولة الاستماع لهم لحل المشاكل التي تقابلهم وذلك لعمل تحول رقمي في قطاع الرعاية الصحية يمكننا في النهاية يمكننا القول إن الطب والتكنولوجيا التحما معا وساعد كليهما بتطوير الآخر.
إرسال تعليق