التعليم الذاتي
حجم خط المقالة
التعليم الذاتي
مجتمعنا القائم على المعلومات والذي يسير كلِ شيء فيه بشكل سريع، يحتاج بشدة لهؤلاء الذين يعرفون كيف يحصلون على المعلومة لا كيف يتذكرونها، وهؤلاء الذين يستطيعون التكيف مع المتغيرات بطريقة أكثر ذكاء. وهما الشيئان اللذان لا نتعلمهما في المدرسة.
هكذا قالت "ويدني بريسنيتز- كاتبة كندية متخصصة في التعليم" المقصود هنا أن سير المجتمع ليس النمط الذي يجب أن نسعى إليه يعني أن وجوب إدراك حقيقة أن ما نتعلمه في مدارسنا لم يعد يكفي للحياة الحقيقة هذا لا يعني أنها مرفوضة بشكل كلي أو أنها غير مهمه لكن هذا ليس المقصد، المقصد هنا أن ندرك جيدا أن ما نتعلمه في المدارس يرسم لنا حدود الحقيقة العملية التي تساعدنا أن نكون متأهبين تماما لسوق العمل
فالتعليم الذاتي فرض نفسه بقوة بين حاضرنا ، وصنع فرصنا بأنفسنا واجب لا مفر منه الآن فكما قال "رائد الأعمال الأميركي جون رون..." التعليم الرسمي يمنحك وظيفة، أما التعليم الذاتي فيمنحك ثروة "وهذه حقيقة بموجب ما نراه الآن من رواد الأعمال حول العالم والذي إن سألت أحدهم سيخبرك بأن ما تعلمه من المدرسة ليس ما صنعه على شخصه الآن وهذا ظاهر في مارك زوكربيرج والذي توقف عن إكمال تعليمه الجامعي ليصنع إمبراطوريته الحديثة .
والتعلم الذاتي ليس حديثا بل من القديم فهو ليس وليد عصرنا فقط فلدينا قديما توماس إديسون والذي طرد من مدرسة بعمر صغير ولكن دعنا نعد إلى عصرنا الحديث حيث شكل التعليم الذاتي في شكلها الرقمي المعاصر منافسا قويا للتعليم النظامي نتيجة التطور التكنولوجي وسهولة الوصول لأي معلومة من خلال الإنترنت وهذا إن لم يكن التعليم الذاتي أصبح منتصرا أكبر بحد ما من خلال شبكة الإنترنت ولكن ليس الأمر المعنى في التعلم فقط بل أيضا في خلق فرص العمل بدرجة عالية...
تجدر الإشارة إلى أن التطورات التكنولوجية من خلق تلك الثورة وبالأخص شبكة الإنترنت والتي سهلت من تطبيق عملية التعلم الذاتي يعني أن حملك لهاتف ورغبتك في التعلم قد تصنع منها ثروة علمية ومادية لا تقدر بالإضافة لحرية الاختيار التي تصبح متاحة أمامنا...
وهناك مصادر عديدة للتعلم الذاتي حيث...
يكتسب الفرد المعلومات التي يريد الحصول عليها من مصادر عديدة سواء تقليدية أو إلكترونية، وفيما يتعلق بمصادر التعليم الذاتي، والتي من أهمها ما يلي:
الكتب والمكتبات.
المقالات- المجلات.
وسائل الإعلام.
الدورات التدريبية.
المقاطع الصوتية.
الفيديوهات.
مواقع التعليم عن بعد.
البرامج التعليمية .
أساسيات وخصائص التعلم الذاتي:
وبرغم اختلاف مصادر التعليم الذاتي إلا أنه يجب أن نتدارك أن صعوبة الأمر تكمن في صعوبة الالتزام فكما يقال" النجاح يمكن الوصول إليه يكفى فقط أن تملك الرغبة وقوة التنفيذ "وهذا يعود بنا إلى إدراك صعوبة التعلم الذاتي وهي الالتزام.
و لجني ثمار التعلم الذاتي فعليك اتباع الخطوات الإجبارية لنفسك بتحديد جدول زمني أسبوعي أو يومي لمساعدة نفسك على الانتظام وهناك أدوات بالفعل قد تساعدك مثل تقويم Google وأداة إدارة المشروع مثل Asana، بحيث تقضي الوقت في التعلم ذاتيا دون انقطاع، وفي نفس الوقت تمنح لنفسك فترات راحة قصيرة بين الجلسات.
ويفيدك هذا الجدول أيضا في تعيين تذكير لمراجعة الملاحظات، وحفظ المعلومات الرئيسية التي قد تحتاج إليها في وقت لاحق، مع تخصيص وقت في نهاية كل أسبوع لمراجعة مدى تقدمك.
و لتتأكد من سيرك في الطريق الصحيح لتحقيق هدفك بالطبع ما مراعاة الانضباط والتفاني وقدرة التخطيط والتنظيم بما يقدر النجاح لنفسك بمتابعة الخطوات الناجحة التي تخلقها لنفسك وخلق نوع من الاستمرارية وكل هذا يجب أن تدرك أن الأمر في النهاية معني بأمر كبير بثقتك بنفسك ، نعم الثقة قد تكون هي القشة القاسمة ففي بداية خطوات التعلم الذاتي تدرك جيدا مدى جهلك باتساع الكون في حلقة ما وبالتالي يتراجع البعض ولا أنكر أني قد تراجعت في خطوة ما وهذا ما قاومته بعد ذلك ، فاستدرك أن الخطوات بطيئة في البداية وثقيلة وأن الأمر مهما كان بسيطا أمامك إلا أن فروعه تحبط البعض أحيانا لكن ما يقف أمام تراجعك هي" ثقتك بنفسك و استقلاليتك "التي تواثب منها تلك الخطوات.
وبرغم من اتساع التعلم الذاتي إلا أننا سندرك أن لكل شيء وجهين ولهذا سنذكر إيجابيات وسلبيات التعليم الذاتي...
أولا: إيجابيات التعليم الذاتي
- المرونة: ما يميز التعليم الذاتي هو عدم إرتباطه بوقت محدد أو مدى ما عليك تعلمه ولكن يمكنك أن تحدد بنفسك الوقت المناسب لك ما يناسب حياتك الشخصية وكذلك المقدار الذي يناسب قدرتك على التعلم.
- إنماء الفضول: الإدراك ومعرفة ما يتسع هذا الكون من معلومات وأشياء تجهلها عن حياتنا وستدرك هذا بمجرد بدئك في أي فصل من فصول التعلم وليس هذا فقط ففي بعض الأحيان لبعض الأشخاص بعد أن يقضوا عمرا كاملا في مجال ما فيما بعد ذلك بمجرد رؤية المجالات المختلفة يجد الشخص نفسه وشغفه في مجال مختلف تماما وبالتالي يخلق الأمر فرص الإبداع بشكل كبير.
- الماديات: يختلف الأمر ويجعله مميزا هو أن خلق فرصة للمساومة التعليمية وهي أن بعض الأشخاص لا يملكون المال الكافي للتعليم التقليدي سيخلق أمامهم مجرد حملهم لهواتفهم ورغبتهم الخاصة إلى خلق فرصة عارمة للجميع بشكل متساوي يكفي فقط أن يريدوا ذلك
- الثقة بالنفس: إن إدراك أي شخص من قدرته على التعلم وخلق فرص لنفسه تدفعه دفعا ذاتيا وقويا للمتعلم نفسه نحو المسؤولية الشخصية والقدرة على اتخاذ القرارات بشأن مستقبلا بطرق أفضل وعلى نحو ذاتي ومثالي.
- خلق الفرص: مقدار ما قد يتعلم الأشخاص من التكنولوجيا شيء غير نهائي تماما مما يساعد على خلق فرص لا نهاية لها في حياتنا العلمية والعملية وأصبح الأمر لا يتعلق بما هو متاح فقط بل بقدرة الشخص نفسه على تطوير ذاته ليكون مواكبا للعصر وإثراء نجاحه.
ثانيا: سلبيات التعلم الذاتي:
بالطبع هناك جزء سلبي للتعلم الذاتي ولكن في ذات الوقت يمكن معالجته ببعض من المثابرة الشخصية وهي
– ندرة التفاعل المباشر مع الطلاب الآخرين مما يجعل المتعلم أحيانا فاقدا الشغف والرغبة في التعلم لبعض الأحيان ويمكن معالجتها ببعض المثابرة والرغبة للنجاح.
– الفشل نتيجة صعوبة التأقلم مع هذا النوع من التعليم حيث يختلف عن التعلم الذاتي بالشيء الأهم وهو وجود المعلم والذي يكون الموجه للطريق الصحيح للتعلم وهنا تكمن المشكلة حيث يجب على المتعلم ذاتيا هو البحث جيدا وتنظيم نفسه لتوجيه نفسه للطريق الصحيح
– المدة الزمنية طويلة لمن لا يحسن استغلال الوقت.
ما هي منصات التعليم الذاتي؟
تزخر شبكة الإنترنت بمئات المنصات الإلكترونية بمئات اللغات، وجرت تسمية الدورات التدريبية المتاحة على الإنترنت باسم MOOCs أو Massive Open Online Courses أو الدورات المفتوحة الضخمة على الإنترنت.
أولا: من أهم منصات التعلم الذاتي العربية
نفهم- إدراك- مهارة- يمز
ثانيا: من أهم المنصات الأجنبية بالإنجليزية، علما بأن بعض المواد فيها قد تجدها مترجمة بالعربية ولغات أخرى أحدهما أو كلاهما.
(الجامعة المفتوحة- أيفرست- أليسون- التعلم المفتوح- كورسيرا- يوداستي- إيديكس- إديوكارت- أكاديمية خان)
إرسال تعليق